فريبا حسيني.. صوت نسوي ينادي بالحرية في عتمة الحبس بإيران

فريبا حسيني.. صوت نسوي ينادي بالحرية في عتمة الحبس بإيران
الناشطة الإيرانية فريبا حسيني - أرشيف

أُفرج مؤقتًا عن طبيبة الأسنان والناشطة الإيرانية فريبا حسيني (36 عامًا)، من سجن عادل‌ آباد في شيراز، بكفالة ضخمة بلغت 300 مليون تومان إيراني، وجاء قرار الإفراج بعد 31 يومًا من الاحتجاز بدأت بـ21 يونيو الماضي، حين اعتُقلت بعد نشرها تعليقات منتقدة للهجمات الإسرائيلية على إيران. 

وجهت أجهزة الأمن الإيرانية، إلى فريبا حسيني تهمة "الدعاية ضد النظام"، وهي التهمة الشائعة ضد الأصوات الناقدة للنظام الإيراني، بحسب ما ذكرت شبكة "إيران إنترناشيونال"، اليوم السبت.

واجهت حسيني رفعًا تعسفيًا لمبلغ كفالتها من 400 مليون تومان إلى ملياري تومان، ما أرغمها على خوض إضراب عن الطعام دام أكثر من 12 يومًا، أدى إلى تدهور حالتها الصحية بشكل خطِر.

وأُفرج عنها بعد الضغط الدولي والمحلي، لكنّ بقاءها تحت المتابعة القضائية جعل كل لحظة من حريتها المؤقتة مرصودة، بانتظار ما ستؤول إليه ساحات المحاكم المظلمة.

أساليب اعتقال تعسفية 

نُقلت حسيني فور اعتقالها إلى مركز احتجاز تابع للاستخبارات في شيراز يُعرف بـ"رقم 100"، ثم إلى أحد سجون المدينة. 

وتعد هذه المراكز من أشهر أماكن الاحتجاز التي تتبع أساليب اعتقال تعسفية، وتفتقر للمعايير القانونية، ما يبرز تجاهل النظام القضائي الإيراني مبادئ المحاكمة العادلة والحقوق الأساسية للمتهمين.

ولم تكن فريبا حالة معزولة، ففي الأشهر الأخيرة، شهدت إيران تصعيدًا غير مسبوق في قمع النساء الناشطات، فقد اعتقل عدد كبير منهن بسبب مشاركتهن في احتجاجات، وانتشار الإعلام الحر، ومحاولات انتقاد سياسات الدولة، وخاصة فيما يخص الحجاب وحقوق النساء، بحسب ما ذكرت منظمة العفو الدولية.

وقد وثقت منظمة العفو ومنظمات أخرى مثل HRANA نماذج مماثلة، تتضمن أحكامًا بالسجن الطويل، الجلد، وحتى الإعدام، تحت تهم غامضة مثل "الدعاية ضد النظام" و"التجسس". 

ويستهدف هذا القمع بشكل خاص النساء اللواتي شاركن في حركة "زن، زندگی، آزادی" (امرأة، حياة، حرية) الحاملة مطالب تغيير جذرية في المجتمع الإيراني.

لا للظلم.. نعم للأمل

في وسط زنازين السجن، أرادت حسيني أن تقول إن الحياة لا تُسلب بالكلام المطاطي، وتُسترد بالإرادة. تقول المصادر إن تحول الكفالة إلى ملياري تومان كان فعلًا عقابيًا انتقاميًا، دفعها لاتخاذ نفس قرار المئات من السجينات في حملة احتجاجية ضد القمع المستشري.

وهذا ليس مجرد احتجاج شخصي، بل جزء من نمط مستمر يتمثل في تحجيم الصوت الصالح، شرعنة الاعتقال التعسفي، واستهداف النساء كونهن أيقونات للمقاومة.

الحرية عنوان مراقب

فريبا حسيني خرجت مؤقتًا من السجن، لكن حريتها تبقى مشروطة بالمحاكم والملاحقات. في إيران، تُقاس حرية الإنسان بوزنه القانوني، وليس بأفكاره أو كلماته، ومع ذلك، تُعبر قصتها عن أمل لا يموت، صوت يُصر على أن يكون، رغم كل الأقفاص.

وينتظر المراقبون والحقوقيون ما ستنتهي إليه الإجراءات القضائية بحقها، لا بصفتها قضية فردية فقط، بل مؤشر على مدى استمرار النظام في سحق الأصوات، أو ربما الاستجابة الدولية، القوة التي تدافع عن الحرية والكلمة.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية